بسم الله الرحمن الرحيم

العوامل المؤثرة فى رؤية الهلال
 


الشهر القمرى يبدأ من لحظة إجتماع الشمس والقمر والأرض على خط واحد وهى لحظة معينة ومحددة فى الجداول الفلكية ولا تختلف من مكان لأخر . والقمر فى هذة اللحظة فى المحاق أى مظلم تماماً وبعد الإجتماع لا بد من إنقضاء فترة حتى يتكون الهلال ويرى . والقمر قد يغرب قبل غروب الشمس أو بعد غروبها بفترة قصيرة واليوم العربى يبدأ من بعد غروب الشمس .
وطول الشهر القمرى بين كل إجتماعين متتاليين يبلغ 29.5306 يوماً فى المتوسط أى 29 يوماً و 12 ساعة و 44 دقيقة و 4 ثوانى وطول الشهر القمرى متغير نتيجة لعدم إنتظام سرعة دوران القمر حول الأرض وعدم إنتظام سرعة دوران الأرض حول الشمس ويبلغ طول الشهر القمرى أقصى قيمة له عندما يكون القمر فى الآوج فى مداره حول الأرض أى أبعد نقطه منها وتكون الأرض فى الحضيض فى مدارها حول الشمس أى أقرب نقطة منها ويكون الشهر فى هذة الحالة 29 يوماً و 20 ساعة و 45 دقيقة و 36 ثانية كما يبلغ طول الشهر القمرى أقل قيمة له عندما يكون القمر فى الحضيض فى مداره حول الأرض وتكون الأرض فى الأوج فى مدارها حول الشمس ويكون طول الشهر إذ ذاك 29 يوماً و 5 ساعات و 44 دقيقة و 18 ثانية .
والشهر الهجرى يبدأ من رؤية الهلال بعد غروب الشمس وهو إما 29 يوماً أو ثلاثون يوماً ويبدأ إستطلاع رؤية الهلال بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين ، فإذا ظهر الهلال يبدأ الشهر فى اليوم التالى وإلا فيتمم الشهر السابق ثلاثين يوماً .
ويجب أن يكون إستطلاع الهلال فى مواقع مناسبة يشترط فيها أن يكون الأفق الغربى مكشوفاً خالياً من العوائق والإضاءة الصناعية . كما يجب أن يكون الإستطلاع من موقع مرتفع وفى منطقة خالية من تلوث الهواء نتيجة للأتربة أو الدخان أو الرطوبه العالية .
كما يجب أن يكون الإستطلاع بواسطة اشخاص مدربين على معرفة وضع الهلال فى يوم الإستطلاع من حيث زاويتى إرتفاعه وإنحرافه وكذا إتجاه طرفيه .
وظروف رؤية الهلال تختلف من شهر لآخر وفى نفس الشهر من مكان لآخر نتيجة لعدة عوامل تتلخص فيما يلى :

1- عمر الهلال من ولادته ( أى لحظة الإجتماع حتى غروب الشمس ) :

إذ يجب أن تمر فترة حتى يبلغ القمر حد الإهلال وكلما زاد عمر الهلال زاد حجمه أى سمكه وزاد ضوءه فتزيد فرصة رؤيته ونظراً لأن غروب الشمس يتأخر كلما إتجهنا غرباً بمعدل ساعة لكل 15 درجة من درجات الطول فيزيد عمر الهلال بهذا القدر كلما إتجهنا غرباً فتزيد مدة رؤيته وبالتالى فكلما إتجهنا شرقاً يحدث العكس فتقل فرصة الرؤية .

2- زاوية إرتفاع الهلال فوق الأفق لحظة غروب الشمس :

تزيد فرصة رؤية الهلال كلما زادت زاوية إرتفاعه وذلك لأن ضوء الشفق على الأفق يكون لحظة غروب الشمس كبيراً مما يقلل فرصة الرؤية . وكذ فإن التلوث يكون أكبر ما يمكن على الأفق والمنطقة القريبة منه مما يعوق رؤية الهلال فى هذة المنطقة عندما تكون زاوية إرتفاعه صغيرة .

3 – زاوية إنحراف الهلال عن الشمس وقت غروبها :

تزيد فرصة رؤية الهلال كلما زادت زاوية إنحرافه عن الشمس وقت غروبها وبعض الباحثين جمع بين زاويتى الإرتفاع والإنحراف فى زاوية واحدة هى الزاوية بين مركزى الشمس والقمر .

4 – زاوية سقوط الشمس تحت الأفق وقت غروب القمر :

كلما زاد هبوط الشمس تحت الأفق بعد الغروب كلما قل ضوء الشفق فإذا صار ضوء الشفق أقل من ضوء الهلال يرى الهلال .

5 – مساحة الجزء المضاء من القمر :

وذلك بعد إستبعاد الظلال الناتجة عن تضاريس القمر فيجب ألا تقل نسبة مساحة الجزء المضاء إلى مساحة البدر الكامل عن حد معين حتى يتمكن رؤيته بالعين المجردة .

6 – تاريخ يوم الإستطلاع :

ثبت للباحثين أن فرصة رؤية الهلال تكون أفضل ما يمكن فى الإعتدال الربيعى 21 مارس وتكون فرصة الرؤية فى اإعتدال الخريفى أقل ما يمكن حيث ميل دائرة البروج أقل ما يمكن وتتراوح فيما بينهما .

7 – مدة مكث الهلال بعد غروب الشمس :

كلما زادت مدة المكث زادت فرصة الرؤية ويلاحظ أن مدة المكث تزيد بمعدل حوالى دقيقتين كلما إتجهنا غرباً بمقدار 15 درجة من خطوط الطول ومدة المكث تتوقف أيضاً على خط عرض المكان والفرق بين الميل الإستوائى للقمر والميل الإستوائى للشمس والفرق بين المطلع المستقيم لكل منهما .

8 - الإرتفاع فوق سطح البحر :

وتزيد فرصة رؤية الهلال كلما إرتفعنا عن سطح البحر .

9 – تلوث الهواء :

نتيجة وجود الأتربة والدخان والرطوبه يقلل من فرصة الرؤية وخاصة فى المدن الصناعية ومناطق إستخراج البترول وكذلك فى حالة العواصف الترابية يكون التلوث شديداً بحيث لا يرى الهلال فى يوم مولده .

10 – الظروف الجوية :

فالسحاب والضباب يمنعان الرؤية .

11 – إستخدام المنظار :

وهو يساعد على رؤية الهلال إذا كان عمره صغيراً أى سمكه صغيراً حيث يساعد على تكبير السمك وهذا عامل متغير يتوقف على قوة تكبير المنظار .

وقد إهتم علماء المسلمون بموضوع رؤية الهلال فدرسوا إمكانية رؤية الهلال وقد بدأت بحوثهم فى هذا الموضوع منذ أوائل القرن الثالث الميلادى وتميزت بحوثهم بمرحلتين المرحلة الأولى حتى القرن السابع الهجرى وكان الحساب يغلب عليه عدم الدقة ولذا لم يثق الفقهاء فى الحساب الفلكى والمرحلة الثانية من القرن السابع إلى القرن الحادى عشر وفيها أصبح الحساب أفضل مما كان عليه فى المرحلة الأولى مما كان سبباً فى وثوق كثير من الفقهاء فى الحساب الفلكى ومن علماء هذة الفترة نصير الدين الطوسى و تقى الدين السبكى و ابن دقيق العيد . وقد إنتهى العلماء فى هذة الفترة إلى قوانين مبنية على مدة المكث ، قوس النور أى السمك ، زاوية إرتفاع الهلال وقت غروب الشمس ووضعوا حدوداً لإمكانية الرؤية وقسموها إلى أقسام فقالوا :

أولاً : عدم إمكانية الرؤية أو يرى بصعوبة.
ثانياً : يرى بسهولة .
ثالثاً : يرى يقيناً طبقاً لمدى تحقيق الهلال لشروط الرؤية .


محمد مجدى عبد الرسول


مصر