التلفـاز .. جليس السوء يدمر الأبناء بمباركة الوالدين !!

كيف نسترعي الذئب على الغنم ؟


 

عندما عزمنا على إجراء هذا التحقيق ما كان ببالنا أن [الكارثة] فوق التصور، كما وصف أحدهم الحال، كنا نعلم [خطر] مشاهدة التلفاز بالنسبة للصغار والكبار، لكننا لم نتوقع الآباء والأمهات يجأرون بالشكوى من مشاهدة أبنائهم للتلفاز .. كان المتوقع أن الآباء سعيدون بوجود برامج وقنوات يحتبس فيها الأبناء؛ فلا شغب ولا إزعاج .. لكن وجدناهم يرصدون سلوكيات العنف في الأبناء بسبب [هذه الأفلام] .. انتقلنا إلى المختصين فوجدناهم يتحدثون عن [خطوط حمراء ملتهبة!] كيف نترك هذه الأفلام تتحكم في أبنائنا وتشكلهم بحسب ما يريد منتجوها؟ سؤال صعب وخطير، فإلى تفاصيل حكايات [السم والدسم] التي يتغذى بها الأبناء وهم في براءتهم يفرحون!


 

 ندرسه العقيدة ويشكلونه بالتلفاز!

تقول [د. عفاف] ـ بأحد مستوصفات بمنطقة القصيم ـ: خُدِعنا بفكرة تشفير القنوات عن أبنائنا والتحكم في القنوات الفضائية، ولكن هذه التجربة فشلت معنا؛ لأن هناك من المخالفات في طيات تلك القنوات واختلط الصالح بالطالح، خاصة وأنني لست متفرغة لمتابعة أبنائي وأتسائل: لماذا صار بث قناة الأطفال 24 ساعة؟ فمثل هذه القناة كفيلة بأن تدمر أخلاقيات وسلوكيات كثيرة، خاصة مع أم لا تملك التحكم في وقتها مثلي، فما بالك بعشرات القنوات.

 

وتقول [هدى الغفيص] ـ مشرفة تربوية بالقصيم ـ: الأطفال هم الجمهور الأساسي للتلفاز الذي استقطبهم بحكم عرض المادة صوتًا وصورة جذابة لحاستي السمع والبصر للمدركين منهم وغير المدركين، إضافة إلى أنهم لا يملكون الحس النقدي والذي يوجههم لاختيار المفيد بل يشاهدون كل ما يبث، ولابد هنا من التنبيه لقضية مهمة وهي: أنه كلما صغر عمر المتلقي كان التأثير أكبر في بناء تشكيل قناعات وآراء المشاهد، لذا فنحن مسؤولون أمام الله عز وجل عن كل ما تتلقاه عقول أبنائنا.

 

من المهم جدًا أن يتابع الوالدان ما يشاهده أطفالهم فهم الغرس الذي تختار تربته بعناية، وكذلك ينبغي أن يُسقَى هذا الغرس بما هو كفيل بصلاحه بمشيئة الله.

 

أما فيما يخص الأفلام المترجمة والمدبلجة وأثرها فإن من المسلمات أنك إذا أردت التعرف على ثقافة شعب ما فما عليك إلا النظر في أدبه وإعلامه لأنهما يحكيان واقع وثقافة ذلك الشعب، فما هي الثقافة التي نطمح لغرسها من خلال أفلام مترجمة ومدبلجة معدة خارج وطننا الإسلامي أعدت لشعب له عقائد وقيم لا يقرها ديننا الحنيف، فما ظننا بطفل تهذب بعقيدته ودينه في البيت والمدرسة والمسجد ثم نسمح له بمشاهدة أفلام تحكي تناقضًا مروعًا مع واقعنا !!

يندر أن يهاجم الرائي ( التلفاز ) التدخين في العالم الإسلامي ...

 

 حذفت كل القنوات وتركت المجد

 

تكشف [هيام فاروق] من الدمام ـ موظفة وأم لثلاثة أطفال ـ عن بعض الجوانب السلبية التي تظهر في أفلام الكرتون المقدمة للأطفال والتي من أهمها تعزيز نزعة العنف في سلوكيات الطفل، وترسيخ قيم مضادة للقيم الاجتماعية والأخلاقية التي تتسم بها مجتمعاتنا الإسلامية، وتسرد تجربتها في هذا الإطار قائلة: لاحظت زيادة معدلات العنف لدى أبنائي بعد تسمرهم لساعات طويلة أمام تلك الأفلام الكرتونية المدبلجة، وكذلك ارتفاع وتيرة المشاكسات اليومية بينهم؛ فالأطفال يقلدون كل ما يرونه على شاشة التلفاز دون إدراك أو وعي، حينها أدركت ما تفعله تلك البرامج غير الموجهة؛ فاتخذت القرار بإبعاد تلك القنوات من دائرة حياتنا الأسرية باستثناء قناة المجد الفضائية، وبعدها بفترة وجيزة بدأت ألاحظ تغيرات سلوكية في حياة أبنائي، لقد باتوا يرددون أناشيد جميلة تحمل قيمًا معنوية هادفة، وأصبحوا يميلون إلى الهدوء واللطف في المعاملة بين بعضهم البعض، إنني أنصح كل أم وكل أب أن يعي مضمون الحديث النبوي القائل: 'كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته' وأن يطبق ما يقتضيه هذا الحديث من قيم وأساليب في خضم الظروف المعاصرة التي باتت توقع الآباء في حيرة وصراع.

 

قبل السلوكيات تخرّب المفاهيم!


 

تقول صالحة العماري ـ مديرة وحدة التربية الإسلامية بالإدارة العامة لتعليم البنات بالمنطقة الشرقية بالسعودية : ' إن الأفلام الكرتونية المقدمة للأطفال لا تخلوا من المخالفات الدينية الخطيرة التي تمس عقيدة الطفل وتؤدي إلى التباس المفاهيم وخلطها والتشويش على الصالح منها'، مشيرة إلى أن الطفل بفطرته قد يسعى لتقليد كافة ما يراه على شاشة التلفاز دون فهم واضح أو إدراك لمضمون ذلك التقليد، وضربت صالحة العماري نموذجًا للمنكرات التي تعرض بين طيات الأفلام الكرتونية الموجهة للأطفال بإحدى الشخصيات النسائية وما تظهر به من ملابس فاضحة شبه عارية، هذا إلى جانب ما يظهره الفيلم من مشاهد تظهر التنافس والعراك القائم بين شابين على قلب تلك الفتاة، وتعاطي المنكرات وإظهار حانات الرقص وما تحفل به من منكرات متعددة من المراقصة بين الشبان والفتيات، ومقارفة المعاصي والاحتفال بأعياد الميلاد، هذا عدا المخالفات الشركية التي تؤدي إلى تشويش العقيدة الإسلامية في نفس الطفل؛ كإظهار السحرة والساحرات على أنها شخصيات خارقة يمكنها أن تفعل المستحيل، كل تلك البرامج تسهم في تخريب عقيدة الطفل المسلم ودفعه إلى السقوط في هاوية التقليد الأعمى لكل ما يظهر على شاشة التلفاز من برامج ومنكرات.

 

 حورية تهب الحياة وحورية تهب الموت


 

من الأشياء التي تحمد للأمهات وهن يتخوفن من كثرة مشاهدة الأطفال لجهاز التلفاز، أنهن يرصدن في كثير من الأحيان ما يرد في هذه البرامج، الأستاذة [م. ح. ن] تقول: أذكر هنا مثالاً يحكي ما ذكرت جاء في فيلم كرتوني أن الحوريات [وهن عبارة عن فتيات لهن أجنحة] يهبن ابنة الحاكم المولودة حديثًا الجمال والخفة، ثم تأتي حورية شريرة لتهبها الموت ثم تأتي الحورية الطيبة الأخيرة لتهبها النوم! فسبحان الله العظيم أي تناقض هذا؟ قدح في الربوبية وادعاء لعلم الغيب وتشويه لحقائق عقدية وغيرها كثير.

 

وتقول الأخت [أ.م] مشرفة بإحدى المدارس الخيرية ـ: قرأت تقريرًا لإحدى الدول الأجنبية يقول: إن برامج التلفاز تعطل تطور القدرات التأملية الخلاقة عند الأطفال، وأن أشدها ضررًا البرامج الترفيهية! وفعلاً الترفيه غير المنضبط لا يكون معه البيت هادئًا فيصاب الأطفال بتوتر واضطراب الأعصاب، هذا غير الأرق والقلق بما يحدثانه من ضجيج وصخب، بل يؤثر على ذاكرته وحفظه واستيعابه، وأيضًا يؤثر على اجتماع الأسرة مع بعضها بمن فيهم الأطفال حيث لم يعد كالسابق بسبب انشغالهم بمشاهدة التلفاز.


 

حتى اللغة العربية تأثرت، حيث الكلمات الدخيلة واللهجات العامية من مختلف الأقطار العربية تزاحم الفصحى، ناهيك عن الأخطاء النحوية والصرفية.

 

سأصلح ما خرّبه الرب!


 

كنا نظن أن حديث الأمهات عن 'الشركيات' في تلفزيون الأطفال هو من شدة حرصهن على سلامة معتقد الطفل، لكن فاطمة الغامدي تفاجأت بقصة ابنها، تقول: في يوم ما جاء ابني الصغير يخبرني أنه سمع في أحد أفلام الكرتون مقولة [إنني سأصلح ما خرّبه الرب]؛ وأخذ يسألني ببراءة وعفوية الأطفال: ما هو الشيء الذي خرّبه الرب؟ وقعت كلماته كالصاعقة على رأسي، لقد حاورته حينها من منطلق إيماني وأخبرته أن الله خلقنا ورزقنا، وبيده مقاليد الأمور وتصريفها، وأخبرته بأن ما يقدمه ذلك البرنامج ما هو إلا خرافات وأباطيل من وحي الخيال ولا تمت للواقع بصلة. وتدعو فاطمة الغامدي إلى ضرورة الاقتراب من عالم الطفل ومحاورته حتى لا يبقى رهينًا لتلك الأفكار الفاسدة التي يتلقاها عبر تلك البرامج السامة، فالأم لابد أن تكون قريبة من أبنائها بروحها وعواطفها، وأن تحرص على متابعة ما ينمي أذهانهم من أفكار وقيم ومعتقدات.

 

[بسبس وهرهور] لتشويش العقيدة!

 

زوجات الدعاة لهن تجارب مع الفتوى ومعالجة قضايا المجتمع، رأينا أن نجلس إلى مربية عايشت التطورات التي دخلت على حياة الأسر ومنها برامج الأطفال اخترنا الأخت [أم سليمان ـ زوجة الشيخ/ عبد الله العنقري رحمه الله] تقول: إن للتلفاز أثرًا كبيرًا على المدى البعيد؛ وذلك يترتب عليه ما نجد أثره على الكبار، وهناك بعض الأخوات يذكرن بعض المواقف في برامج الأطفال أو غيرها، وقد مضى عليها زمن بعيد منذ أكثر من عشرين عامًا ـ مثلاً ـ  وما زلن يتذكرن تلك اللقطات، فكيف بأطفالنا الآن وقد غـُرِّبت البرامج؟.


 

بعد مشاهدة أحد الأفلام الكرتونية المدبلجة صاح أحد الأطفال: نحن لسنا حقيقة إنما خيال أو حلم! بعدما سمع هذا الكلام في الفيلم المدبلج [بسبس وهرهور] الذي يصل إلى الطعن في العقيدة.


 

إذا كان الوالدان لا حيلة لهم في منع أبنائهم من مشاهدة التلفاز عند أحد الجيران أو الأقارب، فعليهم أن يخبروهم أن هذه المسلسلات والأفلام كذب وزور، ولابد من تعويدهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأثناء المشاهدة يجب التنبيه على مواقع الخطأ وأخذ رأيهم وانتقاد السيئ منها.

 

لازم قط ألماني!


 

كثير من الآباء لا يعرف الواحد منهم أن يعصي أمرًا لأبنائه مهما كانت [أوامرهم] وطلباتهم، وكثير منهم يتساهل معهم فيما يشاهدون، ولكن بالمقابل عليهم أن يسددوا فاتورة هذا التساهل، وهذه قصة ترويها [ظافرة القحطاني] فتقول: ابنتي يارا طلبت من والدها أن يأتي لها بقط ألماني؛ لأنها تأثرت ببرنامج ألماني يتحدث عن أجود القطط الألمانية؛ وجلب لها والدها قطة ألمانية عن طريق سفارة ألمانيا الاتحادية، وكلفت تلك القطة الكثير من المال!!


 

أما ابني سيف فقد تأثر هو الآخر بالفنان توم كروز؛ وحين سمع قصة طلاقه من زوجته نيكول كيدمان بكى كثيرًا، وما زال يتابع أخبارهم ويقلدهم بطريقة اللبس والحركاتّ!!!


 

 

عمرها عشر سنوات وأحبته بعنف!


 

قد يكون هينًا جلب القطط من ألمانيا أو الدنمارك، لكن ليس هينًا ـ إطلاقًا ـ جلوس الأبناء على حافة الانهيار الأخلاقي . كثير من الأبناء والبنات تؤثر فيهم الأفلام التي تحكي [الغرام] وهم في سني الطفولة والصبا، لكن الأفلام المترجمة والمدبلجة لا تترك لهم البقاء في بيئاتهم الأصيلة النقية، تقول [رؤيا الحمدان]: الأفلام المترجمة والمدبلجة أكثر مما يؤثر على الأطفال لا سيما البنات، فإحدى بنات الجيران وقعت في حب ابني البالغ من العمر عشر سنوات مع أن عمرها إحدى عشرة سنة، مع ذلك أحبته بعنف وطلبت من والدها تزويجها إياه! حتى وصل بها إلى الإعلان عن حبها له بالشارع أمام الناس، ووصلت بها الجرأة إلى محادثته بالإنترنت والهاتف وإرسال الرسائل الغرامية، وعندما واجهتُ أمها قالت: إن ابنتها تأثرت ببرنامج يعرض على قناة أوروبية اسمه [نار الغرام].


 

 أصرّت على الزواج بطريقة الأفلام فطلقها!


 

الواقع يقول: إنه يجب على الآباء التفكير في أن [أطفال اليوم] هم [رجال ونساء الغد].


 

لكن أن ينسوا المراحل العمرية المتبقية والآتية ويعيشوا معهم على أساس أنهم أطفال وحسب ـ ولا معنى للمؤثرات التي تفعل فعلها فيهم صباحًا ومساءً ـ فهذه هي الطامة الكبرى. تقول [أم جواد]: الأفلام المدبلجة أثرت كثيرًا على حياة أبنائي؛ فقد أصرّت ابنتي الكبرى على إقامة زواجها على طريقة زواج الفنانة كاسندرا بطلة أحد الأفلام المدبلجة، أما خطيبها فقد أصرّ على عدم الحضور للصالة، ورفضت هي طلبه وأصرّت على حضوره وترقيصها أمام الناس رغم أن عمرها لم يتعدَ خمسة عشر عامًا، وفي النهاية طلقها لأنه كما يقول: لم تعجبه طريقة تربيتها ولا أسلوب حياتها ولا طريقة دلعها الزائد وتأثرها بالحياة الغربية، وماذا عساني أن أقول عن ابنتي التي مرضت بعد طلاقها؟.

 

منعونا النوم و'الريموت'!


 

الأب كادح ليله ونهاره، يعود إلى البيت للراحة ومداعبة الأبناء ثم ينام ليبدأ يومه باكرًا، الأم هي الأخرى تعبت من الوقوف طويلاً [اليوم كله] لكن من يفهم هذا؟ الأطفال يصرون على السهر مع الأفلام، فلا الآباء يشاهدون التلفاز ولا هم ينامون مبكرين!.


 

[نورة العبدان] أم لأربعة أولاد تقول: إن والد أطفالي جنى عليهم حين جلب لنا الطبق الفضائي وأصبح الريموت كنترول بيد أطفالي، وهل تصدقون أنني محرومة من متابعة برامجي الإسلامية بسبب ابنتي ذات الأربعة أعوام والتي تبكى إذا لم أضع التلفزيون على قناة سبيس تون! أما أطفالي الباقون فيسهرون على القنوات وينامون بعد صلاة الفجر.

 

 يرسمون الذات الإلهية بالكرتون!


 

وعن التلفاز وبرامج الأطفال قال فضيلة الشيخ/ خالد الصقعبي: إنه لا يتوقف أثره على التقليد والمحاكاة، ولكن الأخطر من ذلك تغلغل بعض العقائد الفاسدة في نفوس أبنائنا وهي لا تظهر في الغالب على تصرفاتهم ولكنها تبقى عقائد محبوسة داخل نفوسهم تتشربها فطرهم السليمة، وهنا مكمن الخطر، فهي ليست بممارسات ظاهرة يقوم الوالدان بتصحيحها إن رأيا خللاً ما، ولعل ما يطرح من أسئلة عن الذات الإلهية وحول أمور غيبية سببه عكوف الأطفال أمام الأفلام الكرتونية مع عدم مراعاتها للبيئة الإسلامية، بل ربما كان القائمون عليها ممن يحاولون زعزعة العقيدة في نفوس أطفالنا. وتحضرني قصة أحد الأفلام الكرتونية المدبلجة فكانت تدور حول [رجل قام بزراعة شجرة ثم تعلق بها وارتفع بسرعة من خلال نموها السريع واخترقت سبع سماوات حينها وجد هذا الرجل رجلاً آخر ضخم البنية وكأنه يعبر به عن الذات الإلهية ـ تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا ـ وبدأ في صراع معه، فصرع حينها هذا الرجل الضخم البنية]، وفي هذا المقطع من المفاسد الجمة ما لا يحصى عددها، فما بالنا بعشرات الأفلام من أمثالها.


 

وقد يسوغ لبعض الآباء وجود بعض المبررات لإدخال التلفاز من أجل الإشعال لا للتربية، ومن هذه المبررات: حتى لا يلجأ الأطفال والأبناء للذهاب للجيران أو الأقارب أو ليأمن هدوء البيت وعدم الإزعاج ونحو ذلك، وهنا يكمن الخطر فلست بمتفائل ـ في حقيقة الأمر ـ بصلاحية بعض أجهزة الإعلام لتربية الأبناء، وهي وإن كانت تحتوي على قليل من الأخطاء، فكيف إذا كان الغالب على هذه الأجهزة أن التربية فيها على سيئ الأقوال والأفعال كما هو التلفاز الآن؟ وبالتالي في إطار هذا المفهوم لست بمتفائل في تطويع جهاز التلفاز لخدمة الأطفال، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فالمتقرر في أحكام الشريعة أن ما غلب ضرره على نفعه في الشريعة فهو حرام، ولست أتحدث عن المقارنة بين مدة البرامج النافعة والهدامة، وإنما مكمن الخطر في مخالفة ما يعرض للشرع، وإنما الجبال من الحصى والسيل من اجتماع النقط.

 

تهدئة غالية الثمن!


 

كثير من الآباء والأمهات لا يجدون مخرجًا من مضايقات أطفالهم خلال الإجازات الصيفية سوى دفعهم إلى التلفاز ويعتقدون أن هذا الصندوق السحري أسدى إليهم خدمة بأن شد هؤلاء الصغار وحد من مشاغباتهم، هؤلاء الآباء والأمهات لا يدرون بفعلتهم هذه أنهم استجاروا من الرمضاء بالنار، واسترعوا الذئب على الغنم، فالآثار السلبية للتلفاز على الصغار، ربما تفوق غيرها من الآثار السلبية المتوقعة منهم لو لم ينشغلوا به. إنها آثار تصل إلى الانتحار والسرقة والعنف والانطواء، في هذا التقرير قليل من هذه الآثار.

 

التلفاز يتلذذ بقتل أبنائنا


 

'نحن لا نعلم أطفالنا القتل فحسب، بل نجعلهم يتلذذون به'. هذا ما خرج به العلماء والتربويون والإعلاميون الذين يتابعون الانعكاسات السلبية للتلفاز على الأطفال، فالطفل قبل أن يصل إلى سن الثالثة عشرة من عمره يشاهد أكثر من ثمانية آلاف جريمة قتل و مائة ألف عمل عنيف عبر التلفاز.


 

جامعة كولومبيا البريطانية أجرت قبل ثلاثين عامًا دراسة على مدينتين كنديتين إحداهما بدون شبكة تلفاز والأخرى موصولة بهذه الشبكة فتبين أن أولاد المدينة الأولى سجلوا ارتفاعًا في نسبة تصرفاتهم العنيفة بلغ 160% بعد إيصال التلفاز إليهم.


 

أما جامعة بنسلفانيا الأمريكية فقد كشفت أبحاثها العلمية أن برامج الأطفال تحتوي على عشرين مشهدًا عنيفًا في الساعة الواحدة. في أحد هذه الأبحاث تم تقسيم مائة ولد دون سن السادسة إلى مجموعتين متساويتين: الأولى تابعت رسومًا متحركة عنيفة، والثانية شاهدت برامج خالية من أي مشاهد عنيفة، فكانت النتيجة أن المجموعة الأولى تصرفت بشكل عنيف وعدواني مع المجموعة الثانية.

 

طفل يقفز من أعلى العمارة!


 

وفي حي المعادي الراقي بمدينة القاهرة فوجئ السكان بالطفل شادي [سبع سنوات] وهو يقفز من أعلى العمارة التي يقطن فيها، فمات في الحال. لم يكن الطفل يعاني مشكلات من أي نوع فهو من أسرة ميسورة الحال، وأبوه يلبي كل طلباته، ومن بينها أفلام [النينجا ترتلز وبانجا] التي كان يختارها شادي بنفسه من نادي الفيديو وقرر أن يفعل ما كان يفعله أبطال هذه الأفلام.

 

آخر طبّق الفيلم وشنق نفسه!


 

أما عبد الله فحكايته كانت أشد غرابة، إذ قام بشنق نفسه فوق شجرة بعد أن شاهد فيلم الكرتون الشهير 'الملك الأسد' وتولدت لديه الرغبة في أن يموت ويعود للحياة في صورة الأسد الكرتوني الذي أصبح ملكًا للغابة. فقد بينت التحقيقات أن الطفل شاهد الفيلم أربع مرات، وأعجب بشخصية الأسد وفي سذاجة تامة اعتقد أن الموت يمكن أن يؤدي إلى تحويله إلى شخصية جديدة هي ملك الغابة.


المصدر
www.islammemo.cc 

كيف يتحكم التلفاز بعقول الأطفال وعقيدتهم

المصدر

 

 

6 Reasons not to watch TV