عندما يغني المبدعون جراح الإسلام

إيمان البحر درويش وبشائررحيل الغربة عن المسلمين .

بكلمات السحر ووقع الإيقاع الساحر الرهيب بصوت شجي عجيب ربما لم يعرف المسلمون روعة مثله منذ سقوط حضارتهم في الأندلس وإسدال الستار على أروع صروح التاريخ علوماً ورحمة للعالمين , وعلى جراح الرحمة المهداة للعالمين للإسلام الملقب زوراً  بالمارد ذلك  المظلوم النائم في أعماق حس الحضارة الإسلامية المذبوحة بسكاكين المنافقين في وجداني التاريخي الإسلامي سمعت بكاءً مراً لذلك المارد وهو يرسل عبر بريد ( سارية الجبل ) إلى فؤادي صيحة بكاء مرير وهو يسمع كلام البحر المؤمن إيمان البحر درويش البارحة في الدوحة ‏الاثنين‏، 07‏ محرم‏، 1424 وهو يقول :

أَذِّنْ يا بلال فوق الأقصى

وانده للخلق اللي هتنسى

أذن يا بلال.. كبر لصلاة

وطمن قلب رسول الله

إن الإسلام موجود لسه

أذن يا بلال فوق الأقصى

وانده للخلق اللي هتنسى

أذن يا بلال كبر لصلاة

انده على أمة بقت أغراب

وعلى ابن العاص يفتح أبواب

القدس لعمر بن الخطاب

هيطهر مسرى رسول الله

أذن يا بلال كبر لصلاة

وطمن قلب رسول الله

إن الإسلام موجود لسه

أَحَدٌ يا بلال هنقولها وراك

ومعادنا يكون في القدس هناك

ويا أقصى الكل هيبقى فداك

والروح هتهون في سبيل الله

أذن يا بلال كبر لصلاة

وطمن قلب رسول الله

إن الإسلام موجود لسه

أذن يا بلال فوق الأقصى

الله أكبر .. الله أكبر

لا إله إلا الله

تنقلني تلك المشاهد الحسية لتلك الأنشودة عبر التاريخ المجيد لأمة مجيدة وئدت تحت التراب حية إلى مشاهد من عزها المفقود يوم أذن بلال في الأقصى فبكى الناس حناناً وحباً لرسول الله بعدما رفض بلال الآذان لسنوات بعد وفاة رسول الله فتذكر الناس رسول الله وبكوا وبكوا...فأبكانا إيمان وكبر الجمهور وهم يعيشون آذاناً لبلال فوق الأقصى قادماً بوعد السماء بنصرهم على يهود....

 

ترفض الكلمة الحرة أن تدفن قضية فلسطين تحت أنقاض جيوش التتار القادمة للشرق الأوسط ... يرفع إيمان صوته في فيحاء الدوحة الغناء منتقلاً بروعة الإيقاع إلى ذروة من الجمال الحسي وهو ينادي بلال ليؤذن فوق الأقصى وليعلم العالم أن المسلم هو صاحب الأرض الطاهرة المطهرة الوحيد  في مسجد أقصا الكرامة الإسلامية والعزة التاريخية أرض الأنبياء والمسرى والمعراج..

والوريث الشرعي لها ...

ويبقى للنشيد المسلم الكلمة الفصل والوحيدة عالمياً وهي تمثل الصوت الوحيد لإعلامه الحضاري في زمن التكالب عليه ذلك المنبر الوحيد المتبقي من حضارته التاريخية , معلناً في زمن الصحوة صيحته التاريخية في زمن المحن والزلازل , ومن ذلك المنبر الذي اعتلاه إيمان بصوته الشجي أعلن إيمان عن حضارته الإسلامية المجيدة لا لن يمر أي مخطط على بلاد المسلمين لننسى فلسطين أو لنغير موقعها من قلوبنا كمسلمين في غمرة من أي أحداث مفتعلة فالقلب فلسطين وهناك الرباط حتى تعود الفرحة للمسلمين.

لا لن يراق دم المسلمين ونحن صامتون كما صمت آباؤنا في 1948 وغيرها من مخازي الصهاينة ..

لا لن تصمت مدافع المسلمين وإعلامهم عن الذود عن فلسطين وإن قام ما سيقوم به أعداؤهم من قصف إعلامي تمويهي في أي معركة من معارك لفت الإنتباه عن دماء المسلمين في فلسطين..

البارحة كان يوم مشهود من أيام العمر لي كمسلم يعيش غربة عن دنياه وما فيها من مصائب حلت من غربة الفن عن حياة الأمة الإسلامية وجراحاتها , ولحظات من براعة الفنان المتميز إيمان البحر درويش كانت كفيلة بنقلي إلى نشوة عجيبة من الحياة لم أكن أتخيلها وهي أن تعيش جراحاتك الإسلامية بنوع من الحس الفني العاطفي الجماعي في زمن غربة الإسلام , كان علي أن أفرك عيني وأقرص نفسي لأعلم هل أنا في حلم أم علم , فالفن والموسيقى وسائر المحرمات بعناها لله ورجونا أن نلقاها في الجنة بما حوت من نعيم للجسد يقيناً منا أن الله أعلم بما يحرم ويحلل, كيف لا , وقد أسلمنا له كل الروح والجسد عندما أسلمنا وسلمنا , لعلمنا برحمته لنا وإرادة الخير لعبيده  دوماً كأحسن ما تريده أم من خير لأولادها.

أي سحر سحرتنا به يا إيمان وأي صورة للإسلام بشرتنا بها وأي ألفية سعيدة مقبلة على المسلمين بعدما يعود بلال للآذان في الأقصى .....

 أحيا الله قلبك يا إيمان بما أحييتنا به وبارك الله بالصوت الرخيم حينما يكون  رسولاً  للإسلام إلى القلوب الظمأى بالنصر والبشر ....

 

ختاماً يا معشر الدعاة فلتكن صورة الإسلام التي تدعون لها مشرقة محلقة  كما فعل إيمان ( بلا موسيقى – وإن كنت ألتمس له عذراً لما أفتى به من العلماء المشهورين في الموسيقى  ) البارحة في الدوحة.. ولا تدعوا أصحاب الكباريهات الفضائية يحتلون مساحات الفن والمهرجانات السياحية والكل مدعو للمشاركة والمنافسة ولندع الجمهور يقرر أي الأنغام أوقع في النفوس ..... هل عند الجمهور أغلى من الأقصى لنغني له ؟؟؟