"الديوكسين" والتلوث الغذائي

أنشأت هذا المحور لماعلمت أن الخنزير عند موته يطلق هذه المادة الخبيثة !

وخاصة أن حليب النيدو حوى تلك المادة في تاريخ 1995 وقامت حول القضية ضجة في مدينة حلب يومها

فهل للخنزير علاقة في صناعة الحليب المجفف ؟؟

17 شوال 1426


 

    خطر جديد قاتل قادم إلينا عبر منافذ الأغذية التي ترسلها أوروبا وبالذات بلجيكا إلى دول العالم، الخطر القاتل عبارة عن مادة سامّة اسمها "ديوكسين" تصل إلى بعض أنواع من السلع الغذائية من خلال تغذية الحيوانات والطيور بعلف مضاف إليه هذه المادة المستخرجة من منتجات البترول، وقد أعلنت منظمات حماية المستهلك العالمية قائمة بهذه السلع التي تتضمن الدواجن والألبان ومنتجات الألبان والحلويات التي تدخل في صناعتها هذه الألبان وبعض أنواع اللحوم، والاتهامات توجَّه إلى بلجيكا؛ ولكنها لا تلغي احتمالات تصدير الخطر الجديد القاتل إلى دول أوروبا بأكملها التي تستخدم نفس الموادّ في علف حيواناتها وطيورها .
في مصر وبعض الدول العربية صدر قرار بحظر استيراد بعض المنتجات الغذائية من دول الاتحاد الأوروبي لتلويثها بمادة "الديوكسين" السامة، وتتضمَّن القائمة اللحوم وبعض الطيور والدهون وبعض الحلويات والعجائن ومستحضرات التجميل التي يدخل في صناعتها الألبان والبيض

 

 

الآثار الصحية للتسمم الديوكسيني

 

    والآثار الصحية التي تنجم عن التسمم بمادة "الديوكسين " منها
  1.  الأورام السرطانية المختلفة في كل من الرجل والمرأة وفي أماكن متعددة من الجسم خاصة الجهاز الهضمي والليمفاوي
  2. وسرطان الدم "اللوكيميا"

، كما تسبب مادة الديوكسين بعض التغيرات الجذرية في

  1.  درجة ذكاء واستيعاب وتعلم الإنسان خاصة الأطفال
  2.  وتغير سلوكياتهم
  3. وإصابتهم بأمراض نفسية
  4.  وعصبية خطيرة
  5. ، كذلك تسبب مادة الديوكسين خللاً ونقصاً أو ضعفاً في كفاءة الجهاز المناعي؛ مما يؤدي إلى تكرار الإصابة بالأمراض المعدية المختلفة،
  6.  والحساسية
  7. وأمراض المناعة الذاتية،
  8.  كما يؤدي إلى نقص هرمونات الذكورة عند الرجال
  9.  ونقص عدد الحيوانات المنوية وتشوهها
  10.  أما في النساء فيسبب "أندومتريوزيس" الذي يسبب التصاقات الأنابيب التي تؤدي إلى العقم
  11.  وتشوه في الأمهات الحوامل،

     وتأتي كل هذه الآثار المدمرة للديوكسين من خلال تأثيره على الحامض النووي للخلية البشرية، وكذلك تأثيره على هرمونات إنزيمات الجسم المختلفة، والحل الوحيد لمقاومة أخطار الديوكسين هو منع تكونه من الأساس؛ لأنه لا سبيل للتخلص منه عندما يتكون ويأتي ذلك من خلال الحرص على :

والإقلال من تناول المواد الدهنية والدسمة في الأطعمة أو الامتناع عنها بصورة نهائية
 ويجب التأكد من فحص الأغذية المستوردة من الخارج للتأكد من أنها لا تحتوي على نسب عالية من هذه المواد السامة الخطيرة، والتي قد لا تظهر آثارها بصورة حادة إلا أنها قد تظهر بصورة تراكمية بعد عدة سنوات وتؤدي إلى تلك الآثار والأمراض المدمرة بالصحة مع الوضع في الاعتبار أن هذا التلوث ليس في دولة واحدة من الدول المتقدمة المصدرة للكثير من الأغذية، ولكنها في معظم الدول الصناعية المتقدمة، لذا يجب أن يكون التحكم والسيطرة من خلال الفحص الدقيق لتلك المواد الغذائية المستوردة قبل دخولها للبلاد

 

الديوكسين وطاعون العصر

    ربما لا يعلم الكثيرون منا أن الديوكسين هو أحد مخلفات الثورة الصناعية التي بدأ ازدهارها مع بداية هذا القرن، ولم ينتبه الإنسان إلى أضرار هذه المادة وتأثيرها على صحة الإنسان إلا في خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث لم يكن يعتقد أن الديوكسين يترسب في جسم الإنسان، وأنه من أكثر المواد المسببة للإصابة بالسرطان، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على رواسب الأنهار والترع، وكذلك على أنسجة مومياوات القدماء المصريين عدم وجود أي رواسب من هذه المادة، أو وجودها بنسب لا تقارن بالنسب الموجودة حاليا نتيجة التلوث البيئي وعدم الوعي بالأسلوب الأمثل للتعامل مع المواد البتروكمياوية والتخلص من نفاياتها وخاصة تلك التي تحتوي على الكلور.
ومشكلة تلوث الأطعمة والأغذية من الأسماك والدجاج والطيور واللحوم ومنتجات الألبان ليست مشكلة محلية في بلد دون آخر، ولكنها مشكلة عالمية تواجه كل دول العالم وقد تكون بصورة أوضح وأكثر في الدول الصناعية الكبرى عنها في الدول النامية أو المتخلفة؛ لأن هذه المادة تراكمية، والثورة الصناعية بدأت في هذه الدول مبكرًا، ولم يكن أحد ينتبه إلى مثل هذه المادة وآثارها الخطيرة، وتنتقل هذه المواد السامة إلى التربة والأعلاف وتأكلها الحيوانات والماشية والأسماك التي يأكلها الإنسان؛ فتنتقل إليه هذه المادة السامة، والسمك من أكثر الأطعمة الحساسة لمادة الديوكسين السامة، حيث يختزن في دهونه، وينتقل إلى بيضه (بطارخ السمك) والخضراوات والمواد النباتية بها نسبة أقل من الديوكسين من اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والزبد والقشدة، حيث إن الديوكسين يلتصق أساسا بالدهون ويختزن فيها ولذلك فالإقلال من أكل الدسم والدهون الحيوانية بشكل عام يقلل من خطر إصابة التلوث بالديوكسين إلى جانب فائدته المعروفة في الوقاية من أمراض القلب والشرايين التاجية.
وكلنا لديه نسبة من هذا الديوكسين الذي يختزن مع الدهون في أجسامنا، وعلى الرغم من أن هذه النسبة ضئيلة جدًّا وتقاس بوحدة البيكوجرام وتبلغ واحدًا على تريليون من الجرام إلا أن هذه النسبة بها من الخطورة ما يسبب الكثير من الآثار الصحية المدمرة في حالة ارتفاعها عن هذا المعدل عشر مرات، في الوقت الذي نجد فيه مواد كمياوية أخرى تبلغ نسبتها أعلى آلاف المرات من هذه المادة ولا تسبب مثلما تسبب من أعراض مرضية خطيرة وخاصة مع مرور الزمن واستمرار التعرض لها