تأملات في العلاقة السلوكية  بين الحيوان والإنسان

مازال جسدي يهتز ليومي هذا كلما سمعت إشارة المسلسل المتكلم عن خليفة العدل  عمر بين عبد العزيز رضي الله عنهما ..... وذلك عندما يقول الشاعر :

إذا ما اتقى الراعي ربه تخشى الذئاب ربوعه وحماه

ثم أبقى ليومي هذا أتسائل عن الآلية التي تعبر بها للعالم الحيوااني عدالة الراعي بين رغيته ..!!!

ويأتيني بصيص ضوء من قول الله تعالى :

وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم

ثم أعود اليوم لحديث عجيب عن أخ فاضل أثناء دورة تدريبة علمية عن الصحة العامة .. وكان الحديث عن تأثير ظلمنا للدواجن وحبسنا إياها بين الطعام وأماكن التفريخ من دون إعطائها حقها من الحياة والفسحة في المراعي الطبيعية ..

فالنتيجة أولا في سوء نوع الطعام الذي نطعمه إياهم ... والأوبئة التي ظهرت مثل جنون البقر في فراستي في دين الله هي دعوة مظلوم من تلك البهائم على من سمم أبدانها بأسوء أنواع العلف ( من الجيف والقاذورات المطحونة بلا أي رحمة بها أو بمن سيأكلها ) ..

وكان حديث الأخ الكبيسي عن حبس تلك الدجاجات وعدم تركها حرة لتتحرك ( وتعيش بعض حقها الذي منحها ربها إياه )  وما يؤثر ذلك على مفاصلها وبالتالي على مفاصلنا التي تتأثر بحالة أعضاء الحيوانات التي نأكلها كما قرر ذلك كثير ممن أسمعهم في ذلك المجال ..

وبالتالي ظلمنا لتلك الحيوانات ندفعه ( جزاء وفاقاً ) في أنفسنا ...

قفز مخي فوراً للحالة النفسية تلك الدجاجة المقيدة إلا من حركة منقارها لتأكل ولتبيض ثم لتذبح من دون أن تعرف عن جمال تلك الحياة التي خلقها الله لكل الحيوانات ..

وربطت ذلك بارتفاع نسبة الانتحار والانفصام الذي نعاني منه في عالم اليوم ..

وترحمت عند ذلك على حضارة الأجداد وتذكرت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما حول المكان الذي فيه معرض دمشق الدولي اليوم (المرجة ) إلى دار للمسنين والمسنات من الحيوان ..

أظن أني في هذا المقال قد سلطت ضوءاً على العلاقة بين العالم البشري والحيواني في منظار علوم السلوكيات تحت مفهوم العدالة ..ولعل الله إن أحياني أن أحاول تسليط مزيداًمن الضوء على آليات وطرق عبور الأخلاق والسلوكيات نحو عالم الحيوان ..

وأخيراً أقول هل وصلت حضارة الغرب التي تزعم أنها ترحم الحيوان .. إلى رحمة حقيقية للحيوان ... بعدما هربت من محاولة رحمة الإنسان ..إلى عالم مصففي شعر الكلاب والقطط التي ترث ملايين الدولارات في زمن يموت الناس فيه جوعاً ....

حقاً لقد كنت رحمة للعالمين سيدي رسول الله وحرم العالم من تلك الرحمات طويلاً فهل تقر عيننا بها وهي تعود ..

د . رامي محمد سامي محمد ديابي

طبيب وصحفي

مدير الموقع