رحمك الله يا هارون  الرشيد

عن محمد بن عبد الله الأنباري ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : لما قَدِمَ هارون الرشيد إلى مكَة قعد في الحِجر هو و ولدُه ، وقومٌ من الهاشميين ، و أحضروا المشايخ ، فبعثوا إليَّ ، فأردت أن لا أذهب ، فاستشرت جاري ، فقال : اذهب لعله يريدأن تَعِظَه .



فدخلتُ المسجد ، فلما صرت إلى الحِجر قلت لأدناهم : أيُكم أميرُ المؤمنين ؟ فأشار إليه ، فقلتُ : السلامُ عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فردَّ عليَّ ، وقال : اقعُد.

ثم قال : إنما دعوناك لتحدِّثنا بشيء ، و تعظَنا ، فأقبلتُ عليه ، فقلت : ياحسنَ الوجه ، حسابُ الخلق كلهم عليك . فجعل يبكي و يشهَقُ ، فرددتُ عليه ، وهو يبكي ، حتى جاء الخادم فحملوني و أخرجوني ، وقال : اذهب بسلام ... .

وقد حدثني من أثق به أن قبره في قم ولا بد أن تدوس عليه قبل أن تدخل المزار في قم .. فهلا تصالحنا مع القوم على هذا البطل ..واحترام قبره وإخراجه من هناك ..