فواذد التمر الصحية

مجموعة البرحي والسلج والسكري و..

خالد بن ناصر الرضيمان - الرياض

ثمرة التمر ثمرة مباركة طيبة من شجرة مباركة طيبة. ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع عدة، واختارها الله سبحانه وتعالى لتكون غذاء ودواء لمريم البتول حين ولدت لسر أودعه الله سبحانه وتعالى في تلك الثمرة، كما أن ثمرة التمر ورد ذكرها في الكثير من الأحاديث النبوية المطهرة، وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطعامها النساء في نفاسهن «أطعموا نساءكم التمر في نفاسهن فإنه كان طعام مريم حين ولدت، ولو علم الله طعامًا خيرًا من التمر لأطعمها إياه». وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه». ويقول أيضًا: «من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر».
ويعتبر التمر من أهم محاصيل الفاكهة في الجزيرة العربية، ونادرًا ما تجد منزلاً يخلو من التمر، فهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى للغني والفقير على السواء. ويعد التمر غذاءً مثاليًا كافيًا للإنسان خصوصًا إذا ما تم تناوله مع الحليب. وما لمسناه من تحليلات للتمر في المراجع العلمية يدل على وصولنا إلى القليل من فوائد التمر.
وتحتوي التمور على نسبة عالية من مضادات الأكسدة الهامة والضرورية للإنسان (سواء في القشرة أو اللحم) (جدول 1) منها على سبيل المثال لا الحصر: عديدات الفينول, كافيول شيكيميك (الذي يطلق عليه حمض الداكتيليفيريك)، فيتامين أ، فيتامين هـ، ريبوفلافين، الأنثوسيانين, حمض الاسكوربيك (فيتامين ج)، التانينات، الثيامين، النياسين، حمض الكافين, 3.1بيتا دي جلوكان, الصبغات الفلافونية، حمض كلورو جينيك، حمض ترانس سناميك، حمض فيريوليك، حمض الكوماريك، الكامبيفرول، ميراستين، كيرستين، آبيجنين، ليوتولين والكاتشين. وتذكر الدراسات أن مركبات عديدات الفينول والتانينات غير الذائبة تزداد في الثمرة في أثناء النمو والنضج والتخزين.
كما أن التمور غنية بالكثير من الفيتامينات مثل فيتامين (أ) و(هـ) وتحتوي على قدر من فيتامين (ج)، وتعتبر هذه الفيتامينات من مضادات الأكسدة أيضاً، بالإضافة إلى الفيتامينات الأخرى مثل ب­­­­­­­­­­­­­­1 و ب2وب3, وب6 (جدول 2). هذا بالإضافة إلى ما هو معروف عن التمور من احتوائها على بعض العناصر المعدنية الضرورية التي تعمل كمضادات الأكسدة مثل عنصر السـيلينيوم وهي هامة جدًا للمحافظة على صحة الإنسان.

ولقد بدأ في الآونة الأخيرة الاهتمام بالتمور كمصدر هام لمضادات الأكسدة وكاسحات الجذور الحرة. ولقد أثبتت الدراسات أن لهذه المركبات نشاطات فسيولوجية متعددة للإنسان والحيوان من أهمها أن بعض المركبات الفلافونويدية (التي تعتبر من مضادات الأكسدة الهامة)والتي توجد في ثمار التمر تعمل منشطًا (محفزًا) للقلب، إذ يكفي وجود كميات قليلة منها لتنشيط القلب وتقوية جدران الأوعية الدموية الشعرية وتمنع هذه المركبات نفاذية ونزف الأوعية الدموية الشعرية مما يفيد كثيرًا في علاجات الكثير من الحالات للنساء في أثناء نفاسهن. ولقد أثبتت الدراسات أن هذه المركبات الفلافونويدية موجودة بكثرة في التمر الأصفر اللون (مثل ثمار البرحي البسر). وبالإضافة لتأثير هذه المركبات كمضادات للأكسدة، فإنها تعمل أيضًا كمضادات للفطريات والبكتريا والفيروسات وهي من الوسائل الفعالة لمنع الإصابة بمرض السرطان. والفلافونويدات عبارة عن مركبات فينولية متعددة الهيدروكسيل، كثير منها مرتبط مع السكريات بواسطة روابط جليكوسيدية. وتنوع عدد مجاميع الهيدروكسيل وترتيبها بهذه المركبات يكسبها تنوعًا كبيرًا في تراكيبها الكيماوية مما يزيد من فاعليتها البيولوجية. كما أثبتت الدراسات أيضًا أن ثمار بعض أصناف التمر غنية في مادة الأنثوسيانين وهي المادة المسؤولة عن اللون الأحمر في ثمار الأصناف الحمراء مثل السكري الأحمر والحلوة (البسر) وهذه الصبغات هامة جدًا للمحافظة على صحة الإنسان فهي تعمل كمضادات للأكسدة تقي جسم الإنسان من أمراض القلب والسرطان والشيخوخة.
وإذا كانت مضادات الأكسدة هي من المواضيع الهامة جدًا في الكثير من المجلات العلمية المهتمة بصحة الإنسان، فإن التمور تتصدر ثمار الفاكهة في احتوائها على العديد من مضادات الأكسدة، ولم يكن غريبًا أن نجد أن الاسم العلمي لنخيل التمر هو Phoenix dactylifera L وذلك لاحتوائه على كميات عالية جداً من مضادات الأكسدة Dactyliferic acid. وتمتاز ثمار التمر بتنوع محتواها من مضادات الأكسدة ذات الفائدة الطبية الهامة، وعلى سبيل المثال فهي غنية جدًا بالمركب 3.1 بيتا دي جلوكان، ويعتبر هذا المركب من مضادات الأكسدة الهامة فهو من كاسحات الجذور الحرة القوية. وهو مركب فريد ينشط استجابة جهاز المناعة بجسم الإنسان مما يساعد على تكوين نظام حماية قوية ضد الفيروسات والبكتريا والفطريات والطفيليات. ويمكن تلخيص بعض التأثيرات المفيدة لصحة الإنسان والتي يقوم بها مضاد الأكسدة 3.1 بيتا دي جلوكان كما يلي:
٭ ينشط جهاز المناعة: حيث لدى هذا المركب المقدرة على تنشيط «خلايا المناعة» بالجسم فتقوم بحجز وتغليف المواد الغريبة، كما تتعرف على الخلايا الطفرية وتقوم بتدميرها.
٭ يساعد على تكوين نظام حماية قوي ضد الفيروسات والبكتريا والفطريات والطفيليات.
٭ الحماية من الأشعة الضارة: يمكن للمركب 3.1بيتا دي جلوكان القيام بتنظيف جسم الإنسان من الخلايا التي تم تدميرها نتيجة تعرضها للإشعاع ووجود بقايا هذه الخلايا المدمرة من الإشعاع يعتبر من الأمور الخطيرة التي تضر بصحة الإنسان ضررًا بالغًا. وفي عصرنا الحديث فإنه ما من أحد منا يستطيع - بل من المستحيل - أن يتجنب التعرض لصورة أو لأخرى من صور هذه الأشعة الضارة, بصفة تكاد تكون مستمرة مثل:
- استخدام الحاسب الآلي.
- التعرض للأشعة السينية.
- المرور بجوار أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي.
- التعرض للأشعة فوق البنفسجية نتيجة التعرض للشمس.
- استعمال أجهزة الهاتف الجوال.
- التعرض لمصادر أشعة أخرى.
٭ تجديد الخلايا وإصلاحها:
يساعد المركب 3.1بيتا دي جلوكان على سرعة شفاء الأنسجة التي حدث بها أضرار بالجسم.
٭ تحسين أداء وفاعلية بعض المركبات الأخرى مثل المضادات الحيوية ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات مما يتيح تأثيرًا أفضل وأكثر فاعلية لهذه المركبات.
٭ التعرف على الخلايا الطفرية وتدميرها.
وتعتبر ثمار التمر من ثمار الفاكهة الغنية بالكثير من الفيتامينات بصفة عامة, كما هو موضح بجدول رقم (2).
وثمار التمر غنية أيضًا بعنصر السلينيوم الذي يعد من العناصر الغذائية الهامة فهو يعمل كمضاد للأكسدة، ولقد دلت الدراسات الحديثة على أن التمر يحتوي على السلينيوم بكميات جيدة، كما أوضحت نتائج الأبحاث على أن الجرام الواحد من التمر يحتوي على نسبة تصل إلى 1.48- 2.97 ميكروجرام من السلينيوم. والجدول رقم (3) يبين نسبة السلينيوم في بعض أصناف التمر الأكثر انتشارًا بالجزيرة العربية





المراجع:
٭ ابن القيم الجوزية، الطب النبوي.القاهرة، دار إحياء الكتب العربية 1957م.
٭ حسان شمسي باشا، الأسودان: التمر والماء. بين القرآن والسنة والطب الحديث. دار المنارة للنشر والتوزيع1992م.
٭ سالم الشويمان. التمر غذاء وصحة.كلية العلوم - جامعة الملك سعود. 1998م.
٭ محمد بن حمد الوهيبي. أحيائية نخلة التمر. كلية العلوم - جامعة الملك سعود. 1999م.
٭ الكتيب الإرشادي للنخيل والتمور - مركز الإرشاد الزراعي- كلية الزراعة - جامعة الملك سعود - الرياض- (1997م).
٭ شحاته أحمد عبد الفتاح - موسوعة النخيل والتمور - دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير - مدينة نصر القاهرة - 2000م
٭ عمر شرود، مادة من بذور التمر لتنظيم سكر الدم. جريدة الرياض العدد 8324 بتاريخ 12/9/2001م.
٭ عواد حسين - مركز معاملات ما بعد الحصاد - جامعة الإسكندرية.المواد المضادة للسرطان في الخضر والفاكهة. - عن توصيات عادل عبد القادر - جامعة كاليفورنيا - ديفيز2001م.
٭ مجلة العلوم والتقنية - مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية - النخيل الجزء الثاني العدد الحادي والستون السنة السادسة عشر محرم 1423هـ - مارس 2002م.
٭ خالد الرضيمان, عبدالرحمن الحميد, ضياء الدين الريس, عصام شرعان. 2003م. استخدام الجو الهوائي المعدل للمحافظة على الجودة وزيادة القدرة التخزينية ومنع تدهور ثمار التمر البرحي. اللقاء العلمي الدولي لنخيل التمر. كلية الزراعة والطب البيطري بالقصيم - جامعة الملك سعود. الجزء الأول: 27-48.
٭ خالد الرضيمان وأحمد أبو اليزيد - نخيل التمر في الإنترنت. نشرة فنية إصدار كلية الزراعة والطب البيطري - جامعة الملك سعود - القصيم (1424هـ/2003م).
٭ خالد الرضيمان - القيمة الغذائية والعلاجية للتمور - نشرة فنية إصدار كلية الزراعة والطب البيطري - جامعة الملك سعود - القصيم (1424هـ/2003م).
٭ محمد مصطفى راضي العبد. قشرة التمور مصدر لمضادات الأكسدة وكاسحات الجذور الحرة. اللقاء العلمي الدولي لنخيل التمر. كلية الزراعة والطب البيطري بالقصيم - جامعة الملك سعود. الجزء الأول: 643- 658.
٭ عبدالباسط محمد سيد، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
٭ عبدالوهاب المكينزي. التمر المعجزة: يُذهب الداء ولا داء فيه. المعرفة،أكتوبر/نوفمبر 2004م.
٭ www.fao.org/docrep/t0681E/t0681e00.htm
٭Al-Redhaiman, K.N. 2004. Modified Atmosphere Improves Storage Ability, Controls Decay, And Maintains Quality And Antioxidant Contents Of Barhi Date .Fruits. Food, Agriculture & Environment Vol.2 (2): 25-32
٭ Al-Redhaiman, K.N. 2004. Quality And Chemical Changes In Barhi Date Fruits Stored Under Modified Atmosphere Conditions. 5th International postharvest conference of the International Society for Horticulture Science, Padova, Italy.
٭Wajih N .Sawaya 1986. Dates Of Saudi Arabia. Food Science and Section Regional Agriculture and Water Research Center Ministry of Agriculture and Water. Riyadh- .Saudi Arabia: