أما مجالس أهل الجنة، فقال سبحانه: عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الصافات:44] وتقدم هذا، وقال سبحانه: مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ [الرحمن:54] قالوا: هو اللين من الحرير، وبعضهم يقول: بطائنها من إستبرق، أي: ما غلظ من الحرير، وبعضهم يقول: ما رق من الحرير، والمقصود أن الله ذكر الحرير مرتين:

الغليظ منه والرقيق، فالرقيق أعلى الطنافس، والغليظ من تحت،

رأي علم الخلود الصحي :

اللين والأصل النباتي الطبيعي في اللباس هو السبب في خلود صحة جلد أهل الجنة

وقال سبحانه: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ [الواقعة:34] يعني مرفوعة عن التراب، وكلما ارتفع الفراش كان أحسن وأحسن، وقد ورد في بعض الآثار أن الإنسان يغوص في فراشه، وقال سبحانه: عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ [المطففين:23] والأرائك أقل من الفرش، فهناك أصناف من المجالس.. منابر من نور، وكثبان من مسك، وفرش ممهدة، وفرش عالية، وأرائك، يغير الإنسان ما استطاع في كل يومٍ جلسات متعددة،

قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : {من يدخل الجنة، ينعم ولا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه } وصح في أحاديث أن ثياب أهل الجنة تخرج من ثمرات الأشجار، أي: أن كم الشجرة -وهو غصنها- يثمر فيأتي بأكمام، فتتفتق بثيابٍ مفصلة عليهم بكل لونٍ أرادوه، فينزعون الثياب ويلبسون!!

وفي حديث صهيب عند مسلم : {أن الله يقول لأهل الجنة: أتريدون نعيماً؟ قالوا: يا رب! وماذا نريد وقد بيضت وجوهنا وأرضيتنا؟! قال: فإن لكم عندي موعداً لا تخلفونه، قال: فيكشف الحجاب عن وجهه فينظرون إليه فما يرون لذةً أعظم من ذلك }.